تعتبر حركة الجنين علامة على أنه ينمو في الحجم؛ ولكن تلك الحركة من الممكن أن تكون مؤشرًا لشيء آخر خطير كالتشوهات؛ فيجب معرفة المعدل الطبيعي لحركات الطفل التي تدل على سلامته، وكذلك لا بد من معرفة الأسباب التي قد تؤدي إلى تلك التشوهات؛ لتجنبها.
حركة الجنين داخل الأم
تتمثل إحدى وظائف حركة الجنين في تنبيه المرأة الحامل إلى وجود جنين ينمو في رحمها، وغالبًا ما تظهر حركاته الأولى بين الأسبوع السادس عشر إلى الأسبوع الثاني والعشرين من الحمل، وبعد عشرين أسبوعًا؛ يمكن للطبيب أن يشعر بحركة الجنين خارجيًا من خلال البطن، وتعتبر هذه علامة إيجابية للحمل.
يوصي الأطباء بأن تراقب النساء الحوامل حركات الجنين؛ خاصة في الثلث الثالث من الحمل، ويمكن تحقيق ذلك ببساطة عن طريق تعليم الأم طريقة تحديد ما إذا كان الجنين يتحرك أقل من المعتاد في أي يوم معين أو في نفس الأيام الأخرى تقريبًا، ويوصي الأطباء ببدء هذه المراقبة في الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل، والاستمرار طوال الفترة المتبقية من الحمل.
كذلك تحتاج الأم الحامل إلى إجراء أشعة فوق صوتية عبر جدار البطن أو عبر المهبل؛ لتقييم نمو الطفل، وتطور الحمل، ويجب اختيار معامل الفحص بعناية، لضمان سلامة النتائج، وتشخيص الوضع جيدا.
حساب حركة الجنين
يُطلب من المرأة الحامل الاتصال بالطبيب، إذا كانت تعاني من أقل من عشر حركات في فترة من ساعتين إلى 3 ساعات؛ فيمكن تجنب حدوث أي ضرر لله باستخدام التدخلات الطبية المبكرة أثناء فترة الحمل، وأشارت إحدى الدراسات إلى أن جعل النساء يحسبن حركات الجنين؛ يحسن الترابط بينهما أثناء الحمل؛ حيث تبدأ في التعرف عليه. وتزداد العاطفة بينهما.
التشوهات الخلقية للجنين
التشوهات هي تغيرات خلقية تحدث عند الولادة، وقد تؤثر على شكل الجسم أو عمله أو كليهما، وقد تتراوح من حالات خفيفة إلى خطيرة.
الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق
يمكن أن يخضع الأطفال لعملية جراحية لإصلاح الشفة الأرنبية والحنك المشقوق، وقد يحتاجون إلى مزيد من الجراحة والعناية الخاصة بالأسنان وعلاج النطق مع تقدمهم في السن.
حنف القدم
عندما تنقلب قدم الطفل إلى الداخل بحيث يكون الجزء السفلي من القدم مواجهًا للجنين أو حتى لأعلى، ولا يتحسن حنف القدم بدون علاج، ومع العلاج المبكر، يمكن لمعظم الأطفال المصابين بالقدم الحنفاء المشي والجري واللعب دون ألم.
أمراض القلب التاجية
يمكن أن تؤثر التشوهات على شكل القلب أو طريقة عمله أو كليهما، وأمراض الشرايين التاجية هي أكثر أنواع التشوهات شيوعًا، ويحتاج الأطفال المصابون بأمراض القلب التاجية الحرجة إلى جراحة أو علاج آخر خلال السنة الأولى من العمر.
بدون علاج يمكن أن تسبب أمراض الشرايين التاجية الحرجة مشاكل صحية خطيرة، ووفاة الطفل؛ لذلك يجب اللجوء السريع للأطباء المتخصصين في علاجها لإنقاذ حياة الطفل.
الانشقاق المعدي
عيب خلقي في جدار البطن، حيث يولد الطفل بأمعائه، وأحيانًا أعضاء أخرى خارج الجسم، ويحدث الانشقاق المعدي عندما لا تتصل العضلات المكونة لجدار البطن بشكل صحيح، مما يشكل ثقبًا، يحتاج الطفل المصاب بالانشقاق المعدي إلى عملية جراحية بعد ولادته بفترة وجيزة لإعادة أعضائه إلى مكانها.
فقدان السمع
عيب خلقي شائع يمكن أن يؤثر على قدرة الطفل على تطوير الكلام واللغة والمهارات الاجتماعية، ويحدث فقدان السمع عندما لا يعمل أي جزء من الأذن بالطريقة المعتادة، ويعتمد العلاج على تحديد سبب ضعف السمع وشدته، وقد يحتاج بعض الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع إلى معينات سمعية، أو أدوية، أو جراحة، أو جلسات لتحسين النطق.
أسباب التشوهات عند الجنين
هناك بعض الأمور قد تجعل الأم أكثر عرضة لإنجاب طفل مصاب بتشوهات خلقية، وهذه تسمى عوامل الخطر، ولا يعني وجودها بالتأكيد أن طفلك سيتأثر؛ لكنها قد تزيد من فرص التشوهات، قد تلعب هذه الأشياء دورًا في زيادة خطر إنجاب طفل مصاب بعيب خلقي:
الطفرات في الجينات
الجينات هي جزء من خلايا الجسم التي تخزن المعلومات الخاصة بطريقة نمو الجسم وعمله، وتنتقل من الآباء إلى الأبناء، أما الكروموسومات فهي الهياكل التي تحمل تلك الجينات، وقد يعاني بعض الأطفال من عيوب خلقية بسبب التغيرات في الجينات أو الكروموسومات؛ مثل: أمراض القلب التاجية.
البيئة المحيطة
البيئة هي كل الأشياء التي يتم تتعامل معها، وقد لا يظهر تأثيرها في الحياة اليومية بشكل مباشر، ولكنها تؤثر على المدى الطويل، وتتضمن البيئة:
- المكان الذي تعيش فيه
- مكان العمل
- أنواع الأطعمة التي تتناولها
- دخان السجائر
- المواد الكيميائية الضارة
الإصابة بأمراض مزمنة
بعض النساء المصابة بأمراض مزمنة مثل السكر، تكون عرضة لولادة طفل مشوه بعيب خلقي، لذلك من المهم جدا المتابعة مع الطبيب قبل الحمل، والالتزام بنمط الحياة الصحي، لحماية الجنين قدر الإمكان.
تناول بعض الأدوية قبل أو أثناء الحمل
يمكن أن يؤدي تناول بعض الأدوية إلى زيادة خطر إصابة طفلك بعيب خلقي؛ مثل: بعض أدوية حب الشباب، وسواء كانت الأم تتناول أدوية معينة، أو تعاني من أمراض مزمنة، يجب أن يعلم الطبيب التاريخ المرضي للأم كاملا، وهو ما يساعد فيه كارت الصحة لأنه:
- يحفظ بيانات الأم في ملف طبي خاص بها.
- تبقى البيانات في أمان تام، ولا يمكن الرجوع إليها إلا بمعرفتها.
- لا تحتاج لحمل النسخ الورقية في كل مرة تذهب فيها للفحص.
- يوفر الكارت خصومات على الأشعة والتحاليل والأدوية تصل لـ ٧٠٪ بدون حد أقصى للاستخدام.
- يوفر الكارت ملف طوارئ، في حال تعرض الأم لأي حادث مفاجئ، يمكن الرجوع للكارت ومعرفة بياناتها الطبية المهمة مثل: فصيلة الدم، وأرقام الأشخاص المقربين، لسرعة التصرف وإنقاذ حالتها.
العمر
إذا كانت الأم تبلغ 34 عامًا أو أكثر ؛ فقد تكون عرضة لولادة طفل مصاب بتشوهات خلقية، ولكن مع تطور العلم، ومع التحضير الجيد للحمل، باتباع أسلوب حياة صحي، والمواظبة على المكملات الغذائية اللازمة، أصبح الأمر أكثر سهولة.
طريقة تجنب التشوهات أثناء الحمل
لا يمكن منع جميع التشوهات الخلقية؛ ولكن هناك أشياء يمكن القيام بها للمساعدة في تقليل مخاطر إصابة الطفل، وزيادة الفرص في إنجاب طفل سليم.
- الحصول على فحص ما قبل الحمل
هذا فحص طبي يتم إجراؤه للمساعدة في التأكد من صحة الأم، وفرصها في إنجاب طفل خالي من التشوهات.
- أخذ التطعيمات المحدثة قبل الحمل
تحمي بعض اللقاحات من الالتهابات التي يمكن أن تسبب تشوهات خلقية؛ مثل: لقاح الحصبة الألمانية، التي يمكن أن تسبب فقدان السمع، أو تشوهات القلب للطفل.
- تناول حمض الفوليك
هو فيتامين ب٩ الذي تحتاجه كل خلية في الجسم للنمو والتطور الطبيعي؛ لذلك يجب تناول مكمل فيتامين يحتوي على 400-600 ميكروجرام من حمض الفوليك كل يوم.
- السيطرة على الحالات المرضية المزمنة
هناك حالات مزمنة تحتاج إلى تحكم مسبق؛ مثل: مرض السكري، الذي يجب السيطرة عليه من 3 إلى 6 أشهر قبل الحمل على الأقل، عن طريق المتابعة الدورية مع الطبيب، وأخذ الأدوية بانتظام، وتناول نظام غذائي مناسب للحالة الصحية.
- عدم تناول الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب
يجب ألا يتم تناول أي دواء أثناء الحمل دون التحدث إلى الطبيب، حيث أن تناول أي دواء، حتى ولو كان مكملا غذائيا، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة للطفل، مثل: مكمل فيتامين أ، الذي يؤدي تناول الكثير منه إلى زيادة خطر الإصابة بتشوهات خلقية.
وأخيرًا…
الأطفال نعمة كبيرة جدا، حتى وإن كانت تبدو متاحة للجميع، إلا أنها مسؤولية كبيرة، الجدير بها من يستعد لها جيدا، والاستعداد يبدأ من أول قرار الحمل، فيجب على الأم أن تنتبه لصحتها من البداية، بتناول الطعام الصحي، واتباع تعليمات الطبيب قبل، وأثناء، وبعد الحمل، ويساعد كارت الصحة في تقديم الخدمات الطبية المختلفة، وبتغطية مالية تصل لـ ٧٠٪ سواء للأم أو للطفل، حيث يمكن الحصول على نسخة من الكارت، وتسجيل ملف طبي خاص بالطفل من خلال الرقم القومي فقط بالتسجيل من هنا.