مشاكل نفسية مصاحبة لنشاط الغدة الدرقية

منذ أكثر من مائتي عام تم التعرف على العلاقة بين وظيفة الغدة الدرقية والحالة النفسية؛ فالمرضى الذين يعانون من اضطرابات في نشاط تلك الغدة هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل واضطرابات نفسية؛ مثل: الاكتئاب، والقلق، وهنا تظهر أهمية فهم هذه المشكلة، وطريقة علاجها.

اضطرابات نشاط الغدة الدرقية

أكثر الاضطرابات التي تحدث في الغدة الدرقية تكون بسبب إما:

  • ارتفاع في مستويات هرموناتها؛ مثل: هرمون الثيروكسين، الذي يؤدي لزيادة ضربات القلب، وزيادة نشاط الجسم.
  • أو انخفاض مستويات هرموناتها؛ مثل: هرمون تريودوثيروكسين، الذي يؤدي إلى حدوث زيادة في الوزن، وخمول عام.

وفي حالة تداخل الأمراض مع بعضها بهذا الشكل، وتناول الكثير من الأدوية في وقت واحد، يجب حفظ البيانات الطبية، وبيان تفاصيلها بدقة للطبيب المعالج للحالة، لأنه بذلك يستطيع التشخيص جيدا، ووصف نوعا من الأدوية لا يتعارض مع الأنواع الأخرى، ويساعدك كارت الصحة في ذلك، بمجرد استخدامه في كل مرة، تذهب فيها للطبيب، أو تشتري من خلاله الأدوية، أو حتى إجراء التحاليل، كل هذه المعاملات يتم تسجيلها على الكارت، وتحديث بياناتك باستمرار، ولا يمكن لأحد الاطلاع عليها إلا بعلمك أولا.  

أنواع المشاكل النفسية المرتبطة باضطراب نشاط الغدة الدرقية

غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون باضطرابات الغدة الدرقية من أعراض نفسية بجانب الأعراض الجسدية، وتظهر تلك الأعراض بوضوح عند الأشخاص الذين يعانون من:

  • فرط نشاط الغدة الدرقية
  • خمول الغدة الدرقية
  • سرطان الغدة الدرقية

 مهما كان نوع الاضطراب؛ فيمكن أن يجعل الشخص يشعر بأنه أكثر عاطفية من قبل، وقد يجد أن مزاجه يتغير باستمرار، وبسرعة، وبشكل غير متوقع، وكل خلل في وظائف الغدة الدرقية يكون مصحوبا بأعراض نفسية مختلفة عن النوع الآخر.

  1. المشاكل النفسية المصاحبة لفرط النشاط 

فرط نشاط الغدة الدرقية يكون بسبب زيادة إفراز هرمون الثيروكسين، والذي يؤدي إلى زيادة عملية الهضم داخل الجسم، وتسارع ضربات القلب، ونتيجة لذلك تحدث خسارة في الوزن، والمشاكل النفسية المصاحبة لتلك الحالة هي:

  • القلق
  • العصبية
  • الخمول
  1. المشاكل النفسية المصاحبة لقلة النشاط 

قلة نشاط الغدة الدرقية يكون بسبب عدم إنتاجها لإنزيمات الثيروكسين، والتريودوثيروكسين، المسؤلين عن تنظيم حركة الأيض في الجسم، وتكون تلك الحالة مصحوبة بزيادة الوزن، وألم في العضلات، أما المشاكل النفسية فتكون في صورة: 

  • اكتئاب
  •  تدني الحالة المزاجية
  • صعوبة الاستمتاع بالأشياء
  • فقدان الشهية
  • اضطراب النوم

أسباب الأعراض النفسية المرتبطة بنشاط الغدة الدرقية

 هناك عدة أسباب لحدوث تلك الأعراض النفسية؛ مثل:

  1. وجود مستويات غير طبيعية من هرمونات الغدة الدرقية، ويمكن للتغيرات السريعة في مستوياتها أن تزعج العواطف، ولذلك يعد التحكم السريع والفعال في مستويات الغدة الدرقية أمرًا ضروريًا؛ لتحقيق الاستقرار في الحالة المزاجية، ولا يتم تناول أي دواء للمساعدة في ذلك إلا تحت إشراف الطبيب المعالج. 
  1. الآثار الجانبية لأدوية علاج نشاط الغدة الدرقية؛ والتي يمكن أن تجعل بعض الناس يشعرون بالتعب، والاكتئاب، وقلة اليقظة الذهنية، مثل الأدوية الموصوفة لإبطاء معدل ضربات القلب، وتقليل القلق. 
  1. التغيرات في المظهر: يتسبب اضطراب الغدة الدرقية في حدوث تغيرات كبيرة في المظهر، سواء في حالة فقدان الوزن أو اكتسابه، ومن الممكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر؛ وكُره الذات، مما يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية. 
  1. نسيان أو تناسي تناول الدواء: لا يحب بعض الأشخاص الأمر عندما يتعلق بأخذ الأقراص يوميًا أو الذهاب إلى العيادات؛ وتناول الدواء بشكل غير منتظم يمكن أن يخل بتوازن الهرمونات، مما يؤدي إلى تفاقم المشاكل النفسية.

هل يمكن علاج تلك المشاكل النفسية؟

في معظم الحالات تتحسن الأعراض النفسية نوعًا ما؛ حين تتم السيطرة على الاضطراب الحاصل في نشاط الغدة الدرقية، لكن هذا التحسن قد لا يكون بتلك السرعة التي نرجوها، ومن الممكن أن يشعر الناس عاطفياً وعقلياً بأن الأمور ليست جيدة نفسيًا حتى بعد علاج اضطرابات الغدة الدرقية؛ لذلك قد نلجأ لبعض الطرق المساعدة؛ مثل:

  1. الوثوق بأحد أفراد العائلة، أو صديق مقرب قد يكون قادرًا على مساعدتك خلال فترة العلاج.
  2. التحدث إلى الآخرين الذين مروا بتجربة مماثلة.
  3. التحدث إلى طبيبك عن الأعراض النفسية، التي تشعر بها منذ اكتشاف إصابتك باضطراب الغدة الدرقية.
  4. اللجوء إلى أخصائي تغذية، لأن المريض قد يعاني من بعض الأعراض الجسدية؛ مثل: تساقط الشعر ، وزيادة الوزن، أو فقدانه، وحل تلك المشاكل قد يساهم في عودة تقدير الذات، وتحسن الحالة النفسية.
  5. العلاج النفسي: من الممكن أن تتم إحالتك إلى طبيب نفسي إكلينيكي، والذي يكون خبيرًا في المشاكل النفسية المرتبطة بالمرض الجسدي، وقد يكون العلاج النفسي قصير المدى، أو تكون مدته حسب حجم المشاكل النفسية.

هل هناك حالات شفاء من تلك الاضطرابات النفسية؟

على الرغم من أن بعض الأعراض النفسية قد تستغرق وقتًا طويلاً؛ ولكن عادةً ما يتعافى الأشخاص المصابون تمامًا، ويعيشون حياة طبيعية بمجرد علاج مشاكل الغدة الدرقية، وعندما لا تهدأ حدة الأعراض، يفسر ذلك وجود أسباب أخرى غير الغدة الدرقية، وهنا تكون الحاجة لمزيد من العلاج. 

ماذا إذا لم تتحسن الاضطرابات النفسية مع العلاج؟

 إذا لم تتحسن الاضطرابات النفسية مع العلاج؛ فقد يكون ذلك بسبب بطء الاستجابة، أو أن هناك سببًا آخر غير اضطراب نشاط الغدة الدرقية، في هذه الحالة قد يوجه الطبيب المريض لتناول أنواع أدوية أخرى، أو إجراء المزيد من التحاليل، وأيا كان عدد التحاليل المطلوبة، يمكن إجراءها بخصم يصل لـ ٧٠٪ بدون حد أقصى، من خلال المعامل التي يتعاون معها كارت الصحة، فقط قم بتسجيل بياناتك من هنا

هل هناك رابط بين اضطرابات نشاط الغدة الدرقية ومشاكل الصحة العقلية؟

يمكن أن تحدث بعض المشاكل في الصحة العقلية والإدراكية، وتكون غالبًا مع قلة نشاط الغدة الدرقية، وتشمل:

  • صعوبات في التركيز
  • هفوات الذاكرة قصيرة المدى
  • قلة الاهتمام واليقظة العقلية

 الخلاصة

المشاكل النفسية واردة الحدوث نتيجة لأي مرض، ولا يمكن تجاهلها أبدا بأي حال من الأحوال، لأنها قد تفاقم الأعراض، وتؤدي للدخول في حالات مرضية أكثر، بمضاعفات أشد، والمطلوب منك إذا كنت من المصابين باضطراب الغدة الدرقية، أو فردا من عائلة المريض، أن تكون على قدر كافي من الوعي بأهمية تحسن الحالة النفسية للمريض، وعدم تجاهلها باعتبارها مجرد تغير مزاجي مؤقت وينتهي أمره، بالعكس! قد تستمر هذه الحالة طوال الوقت، وعلاج المرض نفسه لا يكفي، يجب تقديم الدعم النفسي للمريض، ورفع معنوياته وزيادة ثقته بنفسه في هذه الفترة. 

لقراءة المزيد من الموضوعات الطبية، قم بزيارة مدونة كارت الصحة من هنا

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

ما هي الجلوكوما

المنشور التالي

هل حركة الجنين تدل على سلامته من التشوهات؟

Related Posts