كيف تتحكم في مرض الروماتويد

الروماتويد

لعلك تتذكر جدتك عاشت عمرا أطول، ولكنها كانت تتحرك ببطء، وتؤلمها الحركة الكثيرة، وبالفعل أثبتت الدراسات أن انتشار أمراض العظام مرتبط بالسيدات أكثر من الرجال، كما أوضحت دراسة مصرية أن مرض الروماتويد منتشر بكثرة لدى النساء حتى في سن الشباب.   

يؤثر الروماتويد على الغشاء الزليلي المبطن للمفصل، مما يسبب تورمه، وربما يؤدي إلى تآكله. وعلى الرغم من وجود عدة خيارات للعلاج، إلا أن الروماتويد مازال من الأمراض الخطيرة، التي قد تؤدي بالإنسان، لفقد قدرته على الحركة، والإصابة بالإعاقة الجسدية، كأن يجد صعوبة في فتح غطاء الزجاجة.

ما هو مرض الروماتويد؟

مرض الروماتويد، هو من أمراض المناعة الذاتية، حيث يقوم الجسم بمهاجمة بعض أجزائه، كما لو أنها أعداء خارجية. وفي مرض الروماتويد يهاجم الجسم المفاصل، وخاصة المفاصل الدقيقة، مثل مفاصل اليدين، والركبة، ومفصل الكوع. ويؤدي هذا إلى وجود التهابات شديدة في المفاصل المتضررة، وقد تصل الالتهابات إلى القلب، والرئتين، والجلد، والأوعية الدموية.

اعراض الروماتويد

تختلف شدة الأعراض، من وقت لآخر، فقد تزداد حدتها بشكل كبير، وتسمى نوبات هائجة. أو تتحسن ويشعر المريض ببعض الارتياح فيما يعرف بمرحلة التحسن النسبي. وتشتمل الأعراض على الآتي:

  • ألم في أكثر من مفصل بالجسم.
  • تصلب وتيبس في المفاصل ويزيد في الصباح.
  • نقص في الوزن.
  • احمرار وتورم في المفاصل.
  • تكون الأعراض في جهتي الجسم، الأيمن والأيسر معا. 
  • الحمى.
  • تعب وارهاق وضعف عام.

اسباب مرض الروماتويد

كما نعلم، فإن مرض الروماتويد هو من أمراض المناعة الذاتية، لكن السبب الرئيسي خلف مهاجمة المناعة للجسم غير معلوم بشكل دقيق.

لكن الأبحاث أشارت إلى أن النشاط المناعي،يسببه وجود خلل جيني، إضافة إلى المؤثرات البيئية. لكن العامل الجيني وحده، غير كافي للإصابة بالروماتويد، لذا فإن تجنب العوامل البيئية المحفزة لظهور المرض، قد تحميك من الإصابة بالروماتويد. فيما يلي سنعرض لكم أهم هذه العوامل:

  • السن: يكثر المرض، في الأشخاص فوق ٦٠ عاما.
  • الجنس: الحالات الجديدة من الروماتويد، تزيد فيها شدة الإصابة بمقدار الضعف، في النساء عن الرجال.
  • التدخين: أشارت العديد من الدراسات، إلى أن التدخين يزيد من فرصة إصابة الشخص بالروماتويد.
  • عدد الولادات: السيدات التي لم تلد مطلقاً، تزيد عندها معدل الإصابة بالروماتويد.
  • السمنة: يزيد معدل الإصابة بالروماتويد، مع زيادة معدل السمنة.
  • التعرض المبكر لعوامل الإثارة: الأطفال المعرضين لدخان السجائر من سن صغيرة، تزداد لديهم نسبة الإصابة بالروماتويد.

  لذا يوفر كارت الصحة ملف طبي لكل شخص، يحفظ له تاريخه المرضي، وكافة التحاليل، والأشعة، والفحوصات الجينية وغيرها، والتي قد تنبه الأطباء المتابعين لحالتك، إلى إمكانية إصابتك بالروماتويد أو غيره من الأمراض.

مضاعفات الروماتويد

  • زيادة فرصة الإصابة بالأمراض المزمنة مثل القلب والسكر.
  • قد يرتفع الكوليسترول، وضغط الدم في حالة وجود الروماتويد مع السمنة.
  • هشاشة العظام: مرض الروماتويد وبعض الأدوية المستخدمة، في العلاج تزيد من فرصة الإصابة بهشاشة العظام.
  • عقد الروماتويد: هي عبارة عن كرات من الخلايا المتجمعة معا. وتتواجد في المفاصل الضعيفة، لكنها قد تتواجد أيضاً في الرئة، أو القلب.
  • جفاف العين والجسم: فمرض الروماتويد تزيد معه فرصة الإصابة بمتلازمة شوغرين. وهي متلازمة يقل فيها مستوى رطوبة العينين والفم.
  • متلازمة النفق الرسغي: وهي عبارة عن التهاب في العصب المسؤول عن حركة اليدين والأصابع. وذلك نتيجة لالتهاب مفاصل الرسغين.
  • زيادة فرص العدوى: الأدوية المعالجة للروماتويد، تعمل على خفض مناعة الجسم، لذا قد تزيد فرصة الإصابة بالعدوى الفيروسية، والبكتيرية.
  • مشاكل في القلب والرئة، حيث يؤدي الروماتويد إلى زيادة معدل تصلب الشرايين وانسدادها، وايضا التهاب الغشاء المبطن للقلب.
  • سرطان الغدد الليمفاوية: يزيد معدل الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية في حالة الروماتويد.

تشخيص الروماتويد

يعتمد التشخيص على مراجعة الأعراض، التاريخ المرضي للعائلة، والفحص الطبي، وعمل أشعة سينية، مع بعض التحاليل. لذا فإن التشخيص الباكر، وأخذ الدواء بانتظام، يساهمان كثيرا في تقليل مضاعفات المرض.

اختبارات الدم

  • تحليل معدل ترسيب كرات الدم الحمراء

 مرض الروماتويد يزيد معدل ترسيب كرات الدم الحمراء، وهذا مؤشر على وجود التهابات بالجسم. لكن هذا التحليل لا يعتبر دليلاً على الإصابة بالروماتويد، وإنما يعتبر وسيلة لمتابعة مدى استجابة الجسم لعلاجات الروماتويد المستخدمة.

  • مستوى البروتين التفاعلي سي

 حيث يزيد معدل البروتين التفاعلي سي،في مرض الروماتويد. وهو مؤشر أيضا على وجود التهابات بالجسم.

  • العامل الروماتويدي 

هو تحليل يكشف عن الأجسام المضادة من النوع IgM والتي تتواجد في دم كثير من مرضى الروماتويد. وهي المسئولة عن رد الفعل الالتهابي. لكن هذا التحليل لا يرتبط فقط بالروماتويد، وإنما يعطي نتيجة إيجابية، في كل أمراض المناعة الذاتية، كالذئبة الحمراء، و متلازمة شوغرن.

  • تحليل الكشف عن الأجسام المضادة المقاومة للببتيد السيتروليني الحلقي

 هذه الأجسام المضادة مميزة جدا، لأن الجسم لا ينتجها إلا مع الروماتويد فقط. وتتواجد في حوالي ٧٠% من مرضى الروماتويد.

نتائج اختبار الكشف عن الأجسام المضادة المقاومة للببتيد السيتروليني الحلقي

  • إذا كانت النتيجة إيجابية، وكذلك نتيجة العامل الروماتويدي ايجابية، فهذا المريض مصاب بالروماتويد.
  • يمكن أن تكون نتيجة الاختبار سلبية، بينما نتيجة العامل الروماتويدي إيجابية، والأعراض ظاهرة على المريض، فهذا يعني أن المريض ينتمي لمجموعة التهاب المفاصل سلبية المصل، ومع تطور المرض، سيتحول إلى التهاب المفاصل إيجابية المصل.
  • يمكن أن تكون النتيجة ايجابية، ونتيجة العامل الروماتويدي سلبية. وهذا يعني أن الشخص سيكون مصابا في المستقبل بالروماتويد.

يوفر كارت الصحة خصومات كبيرة تصل إلى ٧٠% على كافة التحاليل والأشعة والأدوية، لذا اغتنم الفرصة وبادر بالتسجيل.

أشعة الروماتويد

  • الأشعة السينية

هو إجراء شديد الأهمية،للكشف عن تشوهات العظام، وذلك لتقييم المناطق المؤلمة، والمشوهة. لكن هذه الأشعة لا توضح الأنسجة الرخوة، أو الضرر الواقع على الأربطة والأوتار.

  • الرنين المغناطيسي.

هذه الأشعة تحدد مدى شدة المرض، وتأثيره على المفاصل المختلفة بالجسم. كما تعطي صورة واضحة عن المشاكل الموجودة بالعضلات، والأوتار، والأعصاب.

الشتاء والروماتويد

مع دخول فصل الشتاء، تزداد معاناة مرضى الروماتويد، وتزداد مشاكل العظام بصفة عامة. ويرجع ذلك إلى:

  • تؤدي البرودة إلى تقلص العضلات المرتبطة بالمفاصل، وبالتالي تقل حركة المفصل، ويزيد الألم.
  • مع برودة المناخ، يزيد نشاط الأمراض المناعية، مما يسبب ارتشاح في المفصل، وزيادة الضغط عليه، وبالتالي زيادة الألم. لذلك يجب مراجعة الطبيب، لضبط جرعات الأدوية.
  • يتسبب البرد في التهاب الأوعية الدموية المغذية للاعصاب، ومع تقلص الأوعية الدموية، ونقص كمية الدم فيها، يزيد الشعور بالألم.

علاج الروماتويد

على الرغم من عدم وجود علاج نهائي لمرض الروماتويد، إلا أن الالتزام بالعلاجات المتاحة، والمتابعة المستمرة مع الطبيب المختص، يساعد كثيرا في استقرار حالة المريض. ومن هذه العلاجات، ما يلي:

  • مضادات الالتهابات غير الستيرويدية

تختلف هذه المجموعة الدوائية، في شدتها حسب الحالة، فمنها ما يؤخذ دون وصفة طبية. وبعضها لابد من أن يصفه الطبيب. وتعمل على تقليل الألم والالتهابات.

  • الستيرويدات أو الكورتيكوستيرويدات

وتستخدم لتخفيف الألم، وتقليل تلف المفاصل، وعادة ما تستخدم للسيطرة على الأعراض، ثم تخفض الجرعة تدريجياً.

  • الأدوية المضادة للروماتويد، و المعدلة لسير المرض

 مثل ( الميثوتريكسات)، والتي تعمل على خفض مناعة الجسم، لتقليل أضرار الروماتويد،  لكن ذلك يؤدي إلى زيادة فرصة العدوى.

  • العوامل البيولوجية أو ما يعرف بمعدلات الاستجابة البيولوجية.

وعادة لا تستخدم هذه الأدوية إلا في حالة عدم الاستجابة للأنواع الأخرى. لكنها تؤثر بشكل قوي على المناعة، مما يزيد فرصة العدوى.

نصائح للتعايش مع الروماتويد في الشتاء

  • تدفئة المفاصل.
  • تحريك المفصل، قدر الإمكان باستمرار،لتقوية العضلات، وتمرينها على الحركة دون ألم إلى حد ما.
  • كمادات ماء دافئة قبل النوم.
  • تغيير نمط الحياة، بحيث يتناسب مع الروماتويد، وما يسببه من متاعب في الحركة. كتعود التقاط الأشياء بالساعد بدلاً من الأصابع.

أخيرا…

كلنا معرضون للإصابة بأمراض مزمنة، مثل الروماتويد أو الضغط أو السكر أو غيرها، لا قدر الله، والمرض المزمن ضيف ثقيل على صاحبه، فمن الأفضل دائما الاعتراف بالمرض ومصاحبته، باتباع نمط حياة صحي، والمتابعة المستمرة مع الطبيب. 

الروماتويد من الأمراض، التي تعيق حركة المفاصل، ولا تدع الإنسان يمارس حياته بشكل طبيعي، لذا فمن الضروري المتابعة المستمرة مع الطبيب المختص، وعمل التحاليل والأشعة، لمتابعة تطور المرض. لكن الأهم هو تغيير نمط الحياة، بما يلائم الحالة المرضية، وفي فصل الشتاء، تتفاقم الحالة المرضية، لذا فاتباع توصيات اخصائي العلاج الطبيعي، وممارسة التمارين هما السبيل لمرور الشتاء بسلام. 

لمزيد من المقالات، يرجى زيارة مدونة كارت الصحة من هنا.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق
الإكزيما

ما هي الإكزيما وما طرق علاجها

المنشور التالي
حساسية الجلد

حساسية الجلد .. تعرف على أهم الأنواع والعلاجات

Related Posts