قد تندهش عند معرفة أن المضاد الحيوي لا يعالج البرد، ولا الانفلونزا، لأن المضاد الحيوي مصمم لعلاج العدوى البكتيرية، في حين أن مسبب البرد، والانفلونزا فيروس، وليس بكتيريا!
وفي حالات شديدة، مثل التهاب الحلق، أو السعال الديكي، أو التهاب المسالك البولية، تحتاج لتناول جرعات معينة من المضاد الحيوي، ولكن تحت إشراف الطبيب، وبعد مراجعة الصيدلي، وجدير بالذكر أن كارت الصحة، يغطي جزءا من تكاليف العلاج، ويمكن الاستفادة منه للكبار، وللأطفال، في حالة وصف الطبيب جرعات مكثفة، فقط قم بتسجيل الرقم القومي، واحصل على الكارت.
ما هو المضاد الحيوي؟
هل تتخيل أن الناس قديما، كانت تموت لأسباب بسيطة مثل؛ التهاب الحلق! وكانت العمليات الجراحية ذات خطورة عالية، لأن وجود أي جرح في الجسم، يعرضه للإصابة بعدوى بكتيرية، قد تسبب الوفاة!
دور المضاد الحيوي هو القضاء على أي جرثومة تضر بصحة الإنسان، سواء كانت بكتيريا، أو فيروس، أو طفيل، ولكن الشائع استخدام كلمة المضاد الحيوي للتعبير عن دواء مضاد للبكتيريا، عن طريق قتلها، بتدمير جدار الخلايا، أو وقف نموها، وتكاثرها، ويتوقف اختيار الدواء على حسب نوع البكتيريا.
حالات لا يعالجها المضاد الحيوي
كما ذكرنا، يعمل المضاد الحيوي على قتل الجراثيم، والبكتيريا تحديدا، لذلك إذا كان الدواء موجها لجرثومة غير المفروض استهدافها، فمن المنطقي أنه لا يجب استخدامه، لأنه لن يجدي نفعًا، ومع الوقت يزيد من مقاومة البكتيريا له، وفيما يلي نقدم لك أمثلة على الحالات، التي لا يعالجها المضاد الحيوي:
- البرد
عند الشعور بالبرد، تحتاج لتناول أي دواء، يساعدك على الشفاء سريعا، ولكن المضاد الحيوي لن يساعد، لأن مسبب البرد فيروس، وليس بكتيريا، الأفضل أن تترك مناعة جسمك تقاوم البرد، وتتناول دواء يخفف من حدة الأعراض فقط، مثل الباراسيتامول لخفض درجة الحرارة.
- الانفلونزا
الأمر ذاته مثل البرد، المسبب فيروس، وكل ما تحتاجه فقط هو الراحة التامة، لمساعدة مناعة الجسم على المقاومة، وتناول مسكن يخفف من الصداع في حالة وجوده، وتناول المشروبات الدافئة، للتخفيف من آلام الحلق.
- التهاب الحلق
معظم أنواع التهاب الحلق، سواء المصاحب للبرد، أو الانفلونزا، أو منفردا، يكون سببه فيروس، وليس بكتيريا، وبالتالي لن يجدي المضاد الحيوي معه نفعا، إلا في حالة التهاب اللوزتين، والذي يحدث نتيجة عدوى البكتيريا العقدية، وتسبب ألما في الحلق، وصعوبة في البلع، وشعور بالحكة، وينتشر هذا النوع لدى الصغار بكثرة، وقد تنتقل العدوى لباقي أفراد المنزل.
- التهابات الجيوب الأنفية
يحدث التهاب في الممرات الهوائية للأنف، نتيجة عدوى فيروسية غالبا، ينتج عنه صعوبة في التنفس، والرشح، مع الشعور بالصداع، وفي بعض الأحيان، يحدث هذا الالتهاب نتيجة بكتيريا، ونادرا ما يكون نتيجة فطريات، وفي جميع الأحوال، يجب معرفة السبب الحقيقي، لاستخدام المضاد الحيوي المناسب.
- التهابات الأذن
هذا النوع من الالتهابات يحدث إما نتيجة عدوى بكتيرية، أو فيروسية في الأذن الوسطى، وقد يكون من أعراض مرض آخر، مثل البرد، أو الانفلونزا، أو الحساسية، والأفضل في حالة حدوثه، الانتظار بضعة أيام، إذا لم ينتهي الالتهاب، بانتهاء دور البرد، أو الانفلونزا، يجب زيارة الطبيب، لمعرفة سببه الحقيقي، وتوجيهك للمضاد الحيوي المناسب.
حساسية المضاد الحيوي
يعاني بعض الناس من الحساسية، تجاه بعض أنواع المضادات الحيوية، مثل حساسية البنسلين، حيث يهاجم الجسم جزيئات الدواء بالخطأ، على أنها جسم ضار داخل الجسم، يجب التخلص منه، ونتيجة لتفاعل الحساسية هذا، تظهر على الجسم أعراض مثل؛ الاحمرار، والالتهاب، مع شعور بالحكة، وضيق في التنفس، وقد تسوء الأعراض لأكثر من ذلك، وتسبب الوفاة.
لذلك من الضروري جدا، معرفة مسببات الحساسية لدى كل شخص، ويساعد كارت الصحة في حفظ هذه المعلومات، من خلال ملف طبي خاص لكل شخص، يمكن الرجوع إليه في حالة الطوارئ، عن طريق مسح الكود على الكارت.
الاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية
نستنتج مما سبق، أن لكل عدوى مضاد حيوي معالج خاص، ويجب استخدامه بطريقة صحيحة، وإليك بعض النصائح لاستخدام المضاد الحيوي، بشكل آمن:
- اتبع تعليمات الطبيب
لا تتناول المضاد الحيوي مع الحالات التي لا تستدعي تناوله، مثل البرد، والأنفلونزا، وباقي الحالات السابق ذكرها، كذلك لا تتناوله إلا بعد إشراف الطبيب، خاصة وإن كانت الأعراض التي تشعر بها غير متعارف عليها، واتبع تعليماته بأخذ الجرعات كاملة، وفي مواعيدها المحددة، ولا تتوقف عن تناول المضاد الحيوي فجأة.
- لا تشارك وصفتك
تتشابه أعراض الكثير من الأمراض مع بعضها، وهذا لا يعني أن السبب واحد، لذلك إذا وجدت صديقك، يعاني من أعراض مشابهة لحالتك الصحية، لا تشارك معه المضاد الحيوي الموصوف لك من الطبيب، حيث يجب أن يذهب صديقك للفحص، لمعرفة السبب الحقيقي لما يشعر به من أعراض، ومن ثم توجيهه للعلاج المناسب.
- اختبار الحساسية
قبل تناول أي نوع من المضادات الحيوية، يجب إجراء اختبار الحساسية أولا، حيث يقوم المختص بحقن جرعة صغيرة جدا من المضاد الحيوي، وإذا ظهر الإحمرار، أو التورم، في مكان الحقن، يعني ذلك وجود حساسية تجاهه، وحينها يوجهك الطبيب لاستخدام نوع آخر.
- اجعله الاختيار الأخير
في معظم حالات التعب المعتادة، يجب الاعتماد على مناعة الجسم، لمقاومة العدوى، والأفضل أن تجعل المضاد الحيوي آخر حل، لأن كثرة استخدامه تؤدي لمقاومة البكتيريا، بعدها يصبح بدون فائدة.
مقاومة المضاد الحيوي
على الرغم من أن البكتيريا كائنات ضعيفة جدا، وهي خارج جسم الإنسان، إلا أن بمجرد دخولها، تطور من نفسها، ومن صفاتها باستمرار، حيث تقوم بتغيير الحمض النووي الخاص بها، حتى يلائم البيئة المحيطة، ومع كل مرة تتعرض فيها للمضاد الحيوي، تصبح أقوى، وتتغلب عليه، ويصبح بلا فائدة، ولهذا السبب تحديدا ينصح الأطباء دائما، بعدم الإفراط في استخدام المضادات الحيوية,
الخلاصة
من الصعب الآن تصور حالة، تموت بسبب التهاب الحلق، مع كل هذا التطور العلمي، والتقني، ولكن للأسف هذا السيناريو وارد أن يحدث، بسبب مقاومة البكتيريا للمضاد الحيوي، وظهور فصائل بكتيرية أكثر عنفا، وشراسة، وهذا يجعل الباحثين، والعلماء تحت ضغط كبير، لمحاولة تطوير ، وتخليق مركبات جديدة تقاوم البكتيريا، لذلك يجب الانتباه جيدا لمعدل استخدامنا للمضاد الحيوي، واتباع تعليمات الطبيب.
لقراءة المزيد من الموضوعات الطبية، تابع مدونة كارت الصحة باستمرار، وللحصول على خصومات، تصل لـ 70% على التحاليل، والأشعة، والأدوية، قم بتسجيل بياناتك، ويصلك الكارت أينما كنت في جميع محافظات مصر.
